اكتشاف مئات الفتحات التي تسرب غاز الميثان في المحيط الأطلنطي

يشكل اكتشاف مئات الفتحات في قاع المحيط الأطلنطي — والتي تسرب غاز الميثان الضار بالبيئة والمسبب للاحتباس الحراري — مفاجأة للعلماء؛ ممَّا قد يَضطرهم إلى أن يعيدوا حساباتهم فيما يخص المصادر المحتملة لغازات الدفيئة 

كشف مسح بموجات السونار لقاع المحيط الأطلنطي — قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة — عن وجود عدد كبير وغير متوقَّع من أعمِدة فقاعية من غاز الميثان تتسرب من أسفل قاع المحيط الأطلنطي. وكشفت الدراسة التي نُشرت بمجلة «نيتشر جيوساينس» عن أن المساحة التي تم تغطيتها — وقدرها ٩٤ ألف كيلومتر مربع في منطقة الجرف القاري — اشتملت على ٥٧٠ فتحةَ تسريبٍ لما يُعتقَد أنه غاز الميثان الضار. وعلى الرغم من أنه من المعتاد تسرُّب غاز الميثان من أعماق مياه المحيطات، فإنه من غير المعتاد وجوده بهذه الكثافة في مناطق بعيدة عن خزانات الغاز والنفط الجوفية، أو المناطق التي تشهد نشاطًا تكتونيًّا. وتشير الدراسة بإصبع الاتهام إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي قد تكون السبب وراء انطلاق غاز الميثان من أعماق المحيط؛ حيث يكون تأثير الارتفاع الطفيف في درجات الحرارة كبيرًا على تحلل هيدرات الميثان التي يتكثف بها الغاز على شكل ترسبات في قاع المحيط. وهيدرات الميثان هي مادة تشبه في تركيبها الجليدَ، وتتكون عند درجات الحرارة المنخفضة وتحت ضغط شديد، وتتأثر بالزيادة الطفيفة في درجة حرارة المحيط؛ فتطلق غاز الميثان لترتفع أعمدتُه الفقاعية مئات الأمتار داخل المياه. وفي حال وصول الغاز إلى الغلاف الجوي سيزيد من الآثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري؛ فغاز الميثان هو أحد غازات الدفيئة وتفوق قدرته قدرة غاز ثاني أكسيد الكربون على حبس الحرارة ٢٠ مرةً، أما في حال وجوده تحت أعماق شديدة فإنه يتفاعل مع الأكسجين في المياه وينتج عنهما غاز ثاني أكسيد الكربون؛ ومن ثَمَّ يزيد من حمضية المياه ويهدد الحياة البحرية حول تلك الفتحات. ويقدر العلماء أن هذه الفتحات تسرب ما قد يصل إلى ٩٠ طنًّا من غاز الميثان في العام، وإذا أضفنا إليها نحو ثلاثين ألفًا من فتحات تسريب الغاز المشابهة — التي يتوقع العلماء وجودها حول العالم — فقد يُضطر العلماء إلى مراجعة حساباتهم فيما يخص المصادر المحتملة للغازات المسببة للاحتباس الحراري.