تؤكد البحوث التي تم إعدادها على مدى عدة سنوات بأن الخيل العربي الأصيل أقدم وأنبل سلالات الخيول في العالم وحيث تتميز بجمالها وقوتها وسرعتها وذكائها، ويمكن للمهتمين بالخيول تحديد الخيل العربي بسهولة من بين آلاف الخيول من خلال شكلها وعاداتها وحركاتها المتميزة.
لقد عاشت الخيول العربية الأصيلة على مدى آلاف السنين مع القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية حيث كان البدو يتخذونها رفيقاً لهم وقت الحرب لتحمله قساوسة الظروف المناخية الصحراوية كما كان يظهر ثباتاً كبيراً وقوةً فائقةً تفوق التصور.
ولقد أدرك الناس الذين كانوا يستوطنون المناطق البعيدة قيمة الخيل العربي الأصيل منذ القدم وقد كان تصدير الخيول العربية إلى الهند من الظواهر الشائعة حيث يعود تاريخها إلى العام 1290 ميلادياً وكما وثّقت ذلك يوميات رحلة ماركو بولو، واستمر ذلك حتى القرن التاسع عشر.
وفي أوربا كانت سلالات الخيول الألمانية والبولندية في العصور الوسطى تمتلك العديد من صفات وخصائص الخيول العربية مما يدل على استيراد بولندا للخيول العربية من سوريا ومن دول عربية أخرى.
وإن دور السلالة العربية في استيلاد الخيول المهجنة (الثوروبرد) حيث نشأ الخيل العربي الأصيل في شبه الجزيرة العربية وعلى هذه الأرض سيظل الخيل يترك بصمة واضحة ودائمة على التراث العربي العريق.
وعلى الرغم من تربية الخيول العربية في دول مختلفة من العالم الا أن أشهر مقر لرعايتها يتركز في دول منطقة الخليج العربي.
ومنذ العصور القديمة كان للخيول تأثير كبير على حياة العربي فهي ليست مجرد جزء من ممتلكات العرب بل تمثل مصدراً أساسياً للقوة وترتبط بالعقيدة الإسلامية، حيث يحتوي القرآن الكريم على نصوص يؤكد فيها الخالق عز وجل بأهمية الخيل وينصح المسلمين بالتكثير من نسلها، وكما كان الرسول (ص) يخبر المؤمنين بأن الخيول مرتبطة بالبركة وحسن المعيشة.
ومنذ دخول الإسلام أصبح اقتناء الخيول وركوبها أمراً في غاية الأهمية نظراً لكون الفروسية من المهارات الأساسية التي حرص المسلمين على تعليمها لأبنائهم.
لقد كان للخيول بصمة واضحة على الفن العربي، فالرسومات من حيث التصميم الداخلي وتماثيل الخيول التي صنعها العرب الأوائل تدل على مدى حبهم للخيول منذ القدم؛ وكما كانت الخيول مصدر الهام للفنانين العرب على مدى التاريخ حيث يزخر الفن العربي بالكثير من الرسومات عن هذا الكائن النبيل كما يزخر الأدب العربي بالعديد من القصائد التي تغنت بملامح الخيول وسرعتها ولونها وسماتها الطبيعية حيث كان لها دوراً كبيراً في أحداث ذلك العهد.
وقد تفاخر العرب بأصول وأنساب خيولهم وكانوا يعرفون سلالة الخيول عن ظهر قلب. ونظراً لحرص القبائل البدوية على المحافظة على نقاء سلالة الخيل فقد كانت أساليب الاستيلاد وممارساته انتقائية للغاية مما أدى لكون الخيول أحد المقتنيات الهامة في مختلف أنحاء العالم.
وانسجاماً مع هذا الموروث، تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز مكانة الخيول العربية الأصيلة في ثقافتها وتراثها المعاصر.
ليست هناك تعليقات: